24 May
24May

الناشط البيئي الدكتور عمر الشيخلي

 ما هو التنوع البيولوجي؟

يشير التنوع البيولوجي (التنوع البيئي) إلى جميع أشكال الحياة على الأرض وهو لا يشمل فقط مجموعة واسعة من الكائنات الحية - الدقيقة منها مثل البكتيريا والفيروسات إلى الكائنات الفقرية الأكبر والأكثر تعقيداً مثل الحوت الأزرق – ولكنه يمثل أيضاً التنوع الجيني داخل هذه الأنواع وفيما بينها. 

علاوة على ذلك، فإن التنوع البيولوجي يأخذ في الاعتبار أيضاً تنوع النظم البيئية التي تعيش فيها هذه الأنواع. 

يخلق هذا التنوع شبكة معقدة ومترابطة من العلاقات البيولوجية، والتي بدورها تشكل أنظمة بيئية معقدة وديناميكية داخل بيئتنا.


ما أهمية الحفاظ على التنوع البيولوجي؟

الحفاظ على التنوع البيولوجي أمر ضروري لأنه يساهم بشكل كبير في زيادة الحيوية الاقتصادية والمرونة البيئية. كلما زاد تنوع النظام البيئي، زادت إمكانات الأنشطة الاقتصادية مثل الزراعة وإنتاج الكتلة الأحيائية.

 لذلك، يمكن لبلد أو منطقة التعويل على تنوعها البيولوجي لتعزيز اقتصادها الأخضر.

 وبالتالي، يصبح من الضروري الحفاظ على التنوع البيولوجي للحفاظ على الاستقرار الاقتصادي والبيئي داخل منطقة أو بلد معين.

 ما هي العوامل التي تؤثر على التنوع البيولوجي؟

يتأثر التنوع البيولوجي بعدد لا يحصى من العوامل، سواء كانت طبيعية أو بشرية. تساهم الظواهر الطبيعية مثل التغير المناخي والأعاصير والبراكين بشكل كبير في انحسار التنوع البيولوجي، لا سيما في المناطق التي تتأثر بشدة بهذه الظروف. 

على سبيل المثال، كان لأحداث الطقس المتطرفة والكوارث الطبيعية مثل حرائق الغابات في أستراليا والأمازون آثار مدمرة على التنوع البيولوجي المحلي.

من ناحية أخرى، تشكل الأنشطة البشرية تهديدات كبيرة للتنوع البيولوجي.

 حدد الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة فئات مختلفة من التهديدات، بما في ذلك فقدان الموائل بسبب الزراعة والتحضر، والاستغلال المفرط من خلال أنشطة مثل الصيد وصيد الأسماك، والتلوث، والأنواع الغريبة الغازية، وتغير المناخ الناتج عن الانشطة البشرية مثل حرق الوقود الأحفوري وإزالة الغابات. 

يمكن أن يكون لتطوير البنية التحتية، بما في ذلك بناء السدود ومحطات الطاقة، تأثيرات كبيرة على التنوع البيولوجي من خلال تغيير الموائل وتعطيل النظم البيئية.

 لذلك، يتطلب الحفاظ على التنوع البيولوجي معالجة العوامل الطبيعية والعوامل التي يسببها الإنسان والتي تهدد وجود ذلك التنوع.

هل هناك أنواع مهددة بالانقراض في العراق؟

يتميز العراق بتنوع بيولوجي فريد من نوعه، لا سيما في منطقته الجنوبية، فهو موطن لتسع من أهم المناطق البيئية في الشرق الأوسط، يواجه اثنان منها خطر الانقراض.

يعتبر العراق موطن لمجموعة متنوعة من الأنواع المهددة بالانقراض من النباتات والحيوانات، وبعضها يستوطن فقط في العراق.

 وتشمل هذه الأنواع المستوطنة القضاعة العراقية ناعمة الفراء والرَكين طويل الذنب، وكلاهما مدرج في القائمة الحمراء للأنواع المهددة بالانقراض، بالإضافة إلى الرفش الفراتيوهازجة قصب البصرة وتعيش هذه الأنواع في الغالب في الأحواض العليا وأحياناً المنخفضة لنهري دجلة والفرات، وتساهم قيمتها البيولوجية العالية في الاعتراف بالعديد من المناطق في جنوب العراق كمناطق حماية دولية بموجب اتفاقية رامسار.

في المناطق الغربية من البلاد، هناك العديد من الأنواع المهددة بالانقراض، بما في ذلك نوعين من الأسماك العمياء، وهي فريدة من نوعها في هذه المنطقة. 

وتعد المناطق الشمالية من العراق أيضاً موطناً للعديد من الأنواع النباتية والحيوانية المهددة بالانقراض مثل السلمندر الكردستاني، المهدد بالانقراض بشدة، والنمر الفارسي، وهو حيوان مفترس موجود في الجبال الشمالية من العراق. 

بالإضافة إلى ذلك، تعيش مجموعة متنوعة من الطيور المهددة بالانقراض في هذه المناطق، ولا سيما الرخم المصري، الذي تم إدراجه على أنه معرض للخطر في القائمة الحمراء للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة، والأفعى القرناء عنكبوتية الذنب في سفوح شرق العراق.

 

ما الذي يمكن أن يفعله العراقيون (شعباً وحكومةً) للمساهمة في الحفاظ على التنوع البيولوجي؟

يتعرض التنوع البيولوجي في العراق كما ذكرنا للتهديد بسبب عدة عوامل، بما في ذلك على سبيل المثال لا الحصر، الصيد غير المنظم والصيد الجائر.

 تم تحديد هذه التحديات من قبل الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة والعديد من الدراسات الأكاديمية حول التنوع البيولوجي في العراق.

وقد أدت الأحداث الأخيرة، مثل اختطاف صغار الذئاب من مناطق مختلفة لاستخدامها كحيوانات أليفة، إلى انخفاض أعداد الذئاب، مما أدى إلى زيادة أنواع الآفات مثل الخنازير البرية، والتي تشكل تهديدات اقتصادية كبيرة للزراعة.

 علاوة على ذلك، ساهمت الممارسات الطبية التقليدية والخرافات، مثل استخراج الزيوت من سلحفاة الفرات وأنياب الكلاب من الذئاب الرمادية، في انخفاض عدد هذه المخلوقات.

لمواجهة هذه التهديدات، فإن الجهود الجماعية للعراقيين ضرورية، بدءاً من زيادة الوعي حول الحفاظ على التنوع البيولوجي من خلال المؤسسات التعليمية، وخاصة بين الأجيال الشابة. 

ومن الضروري أيضاً التعاون مع الوزارات الحكومية ذات الصلة للسيطرة على حوادث الصيد غير المنظم وتنظيمها، حيث يتطلب الحفاظ على التنوع البيولوجي وجود جبهة موحدة بين العراقيين، تدعمها القوانين والأنظمة الصحيحة للحد من مثل هذه الأنشطة التخريبية.

 ونظراً لالتزامها باتفاقية التنوع البيولوجي، يتوجب على الحكومة العراقية أن تقود هذه المبادرات.

>>>>>>>>>

للاطلاع اكثر اضغط الرابط :

 https://www.undp.org/ar/iraq/stories/glance-iraqs-biodiversity-and-endangered-species-dr-omar-al-sheikhly

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.